صورتي
الاسكندرية, Egypt
اصعب المعارك................................. تلك التى تهزمك دون ان تدخلها................ محظوظ من استطاع ان يخوض كل معاركه الحتمية........ ...............................................وعموما ..............................................الضربات التى لاتقتلك.................. اشد قسوة .................... سمير مصباح

الثلاثاء، ٢٩ يوليو ٢٠٠٨

ــــــــــــــــــــــــ فى عتمتها متسع لأحلامك ــــــــــــــــــــــــــــ



(1)
.. لماذا طويلا تتوقف اصابعكم ـ كلكم ـ عند هذه الندبه ؟ .. ولم أكن أعرف ، وتملكتنى رغبتى اللحوح فى أن أعُضّ تلك الدائرة القانيه الصغيرة التى يرتقدها نهدها الايمن بنعومة مغرية .. يحرص عليها ، ويخفيها عن أعين الغرباء ، وكلما اندست يدى تتلمسها شعرت أنه على وشك الانقضاض علىْ عاقرا يدى ،
عضضتها فانتفضت برقة ، ثم امسكت يدى وسحبتها الى مدائن أخرى ، وبحار طازجة ، وزغب ، وزبد ، وأمطار ، وأرتنى ملوكا تهوىٍ، وقراصنة يعربدون ، وحروبا تتقد ، وصعاليك يسمرون ، وأبوابا تفتح على أبواب تفتح على أبواب تفتح .. ووضعت نجمة ثلجية فى كفى وقالت: أججها .
صرخ صوت ( الميكروفون) فى المدرسة القريبة : [ضمى رجليكى يا بنت] .. فضحكنا حتى اسقط السرير حقيبة مدرسية كانت على طرفه القصى ..


(2)
.. اذا صادفتك عيونها ذات مساء ..، اذا أتيح لك ذلك للحظة عابرة ... ستعرف ان للجنة طريقا آخرا غير الموت .. ستسبح فى سماوات ليست لك وبحار لم تر بشرا قبلك .. سيأخذك السماوى الرقيق لتنزلق خفيفا من سماء الصيف الى سماء الخريف الى سماء يناير حتى يلقيك فى بحيرة داكنة من الازرق البكر المتوحش ، وهنا سوف تمسك بك تماما .. تغوص عاريا صغيرا ، تتحول الى هلام ، تتبدد وتتحد ببطء بالعناصر ...، ستعرف وجد الواصلين ، ولذة المجذوبين ، ومكابدة العارفين ...
يدان دقيقتان مستكينتان ، عينان ساذجتان ، شفاة بكر ، أنف مشدود دقيق ، وشعر كهالة الايقونات ... سوف تصرخ من أعماقك ، ستطلب الرحمة .. ستعرف أن النار والجنة ينبعان من بئر واحد .
... ثم لا شك أنك ستسأل نفسك : كيف يمنح الله كل هذا لمومس هبطت علىْ ذات شتاء كما يسقط العصفور البليل فى ليلة ممطرة ...؟
لم أشعر بها إلاّ حينما اندست فجأة فى جنبى ، كنت مستغرقا فى متابعة بقعة ضوء ضئيلة تسبح ساكنة نحو نقطة مبهمة ، تطفو بكبرياء هادئ فتزيد البحر غموضا ، والظلام ثقلا ، وصدرى انتشاء وحسرة .. داهمتنى ألفة عجيبة مع تلألؤها الخافت السحيق .. كان قلبى دافئا وفرحا ، وكانت بى رغبة فى البكاء ، كنت ارسم خرائط جديدة مليئة بالأحراش والغموض ، والبحر الذى استكان لها هناك يهدر تحت أقدامى هديرا مخيفا ،
هَمَسَت بصوت مرتعش : أنقذنى أرجوك .. وشارع البحر مقفرا فى شتاء يناير .. إلا منها ومنى ، ومن العربات المارقة ، ومن جسدين ضخمين وقفا يرقباننا من مسافة ليست بعيدة
كان سكونا وترقبا ، وثمة رائحة قلقة فى الهواء .. وهى تحتضن ذراعى كعاشقين فى لوحة رسام مبتدئ .. صمت البحر فجأة عندما بدأت خطواتهما القصيرة المترددة فى الاقتراب .. بينما هى هناك .. يرتعش ضوؤها بين التوارى والانبلاج .. التفت برأسى وبعينين متحفزتين تجاه القادمين .. فاصطدمتا بعينين قاسيتين .. ظللت ثابتا محاولا أن أضفى على نظرتى شراسة مستهينة .. ثم لمحت ارتعاشة خفيفة فى عينيه اللتين اقتربتا كثيرا ، تبادل بعدها نظرة مترددة مع صاحبه ، تبعتها نظرات مغلولة مرتبكة تصبها علىْ أربعة عيون قاسية مهزومة ، شعرت بسكينة وأنا أتابع وقع أقدامهما خلف المقعد ، وظلهما الذى مر أمامى على أحجار الكورنيش البيضاء دون أن يتوقف .......
إذا أمسكتك عيونها .. فليس ثمة مهرب .. بريئتان ومستسلمتان وطيبتان .. قلت:سأوصلك .. وما ان وقفتُ حتى رنت ضحكتها صافية طفولية .. فتذكرت أننى عادة ما أكون مخمورا فى ذلك الوقت .. قالت : يبدو اننى من ستوصلك .. عبرنا شارع " الكورنيش " ، دخلنا منطقة ( الشاليهات ) وهى لا زالت تتأبط ذراعى بعفوية .. أحسست أنها تعرف المنطقة جيدا .. فكرت أن أقول أشياء مسلية ومرحة .. غير أننى ظللت صامتا طوال الطريق .. تعجبت لأننى لم أكن سعيدا .. مبهورا ، وخفيفا كعصفور .. غير أننى كنت أحس إحساسا غامضا بالحزن والخوف .. ! جَذبَت المفتاح من يدى وراحت تبحث فى الضوء الشحيح عن ثقب الباب ، وتذكرت وأنا أتأمل ظهرها المنحنى أن (الغفير ) أبدا لم يغمز لى من قبل .. أحسست أن نظراته كانت أقرب لها منى ..

ما ان دَلَفَت من الباب حتى واجهتها اللوحة الكبيرة للمرأة ذات الجسد العارى والنظرة المستغيثة المستجدية .. ضحكت وهى تخبطنى على صدرى بميوعة ، فقدتها الى غرفة النوم ..
فى الصباح كانت غاضبة وصامتة ، وتجمع أشيائها بمهانة .. وقالت قبل أن تصفق الباب وقبل أن ينحبس صوتها وتُسقِط دمعة فوق بلاط بيتى : أتحسب أن هناك من استيقظت ذات صباح قائلة أريد أن أكون عاهرة ؟
بعد أيام ضبط نفسى أمزق اللوحة الكبيرة بعد نظرة طويلة الى عينى المرأة العارية .


(3)

مستسلما لـ"لوركا " تماما .. بعد أن بدد المطر كل الاحتمالات الاخرى لقضاء الليلة .. أذهلتنى الطَرَقَات الخفيضة ... لما تلبدت سماء الاسكندرية ، وخبأت نجومها ، وراحت تغسل ليلها البارد ، وتلألؤها الموحش الأنيس ، وطردت الشوارع ناسها ، واستسلمت بسكون لحمّامها الليلى .. قال الجالس الى جوارى فى الترام : انها ليلة عائلية .. فدب دفء فى عروقى ، وبهجة متلهفة فى صدرى المنقبض
فى الطريق ابتعت عشاء فاخرا ، وثلاثة زجاجات من (البيرة ) و ( لب ) (وسودانى) ، وهمست للبائعة باسما : انها ليلة عائلية ، وعندما اشتريت بآخر ما فى جيبى علبتى سجائر قلت : لا بأس انها ليلة عائلية ، حييت ( الغفير ) ببهجة وأنا أعبر بوابة السور المحيط بمنطقة (الشاليهات ) .. نصف ساعة أنفقتها فى تنسيق مائدة العشاء ، أصفّر بلحن مرح بعد أن أضأت أنوار (الشاليه ) كلها ...
اكتفيت بقطعة جبن وبعض البيرة ، أكملت ما تبقى من البيرة وأنا جالس أمام زجاج النافذة المغلق أرقب عتمة الخارج ، و أنصت باهتمام لصوت المطر و هو يداعب خواء الشاليهات ، والى صوت البحر الصاخب الذى حجبته عنى العمارات التى انتصبت بغرور بطول شارع "الكورنيش " .. قال لى صاحب الشاليه وهو يمنحنى مفاتيحه أنه فى زمن ما كان يمكنه أن يرى من هذه الشرفة ماء البحر ، وبئر مسعود ... بعد أن أتيت على الزجاجة الثالثة لجأت الى "لوركا "
استمر الطرق على الباب خفيض و لحوح .. دفعنى الفضول لمعرفة هذا الكائن الذى اجتذبه الضوء الذى أججته وسط عتمة الشاليهات التى لا تضاء الا صيفا .. بحذر فتحت الباب ... دخلت بسرعة ما إن سمحت لها بذلك .. ثم وقفت تنتفض صامتة ، يقطر الماء من شعرها وملابسها .. بدت كمن تبحث عن كلمات ، ثم هتفت فجأة و هى ترفع عينيها عن الارض لأول مرة : جائعة ..
قلت وانا أضحك : لا تبتئسى .. انها ليلة عائلية .. لم تضحك ولم تعلّق غير أننى أحسست بالطمأنينة تسرى فى ملامحها .. جلست أراقبها وهى تأكل بلهفة .. لم تنطق مطلقا و لا رفعت عينيها عن الطعام ، و لم تمتد يدها الى الاطباق البعيدة ...
تكسد تجارتهن فى الشتاء .. فيرحن يطرقن الابواب فى جوف الليالى .. كنت أعرف أن الغفير الداعر هو الذى يدلهن علىْ .. غير أننى لم أناقشه فى الامر ...
لاحظت أنها بدأت تأكل بتلكؤ .. تتعمد أن تطيل انتظارى .. انتقلت الى جوارها ، بدأت أتحسس عمودها الفقرى ففاجئتنى شدة بللها .. أحضرت لها احدى( بيجاماتى ) وضحكتُ عندما أخَذَتها من يدى و راحت تتلفت كمن يبحث عن مكان مستور ، ثم أشرت لها الى غرفة النوم
قالت بتوسل : أريد ان انام ... ساعة واحدة ..
بعد ساعتين عدت الى الغرفة .. جلست أراقب تنفسها العميق .. شىء ما منعنى من ايقاظها أو مداهمتها .. غير أنى لم أحب أن أكن مغفلا تماما ... فأغلقت باب الغرفة من الخارج .. ثم نمت أنا أيضا ..!
عندما فتحت عليها الغرفة .. كانت جالسة على طرف الفراش ...
.. كانت لها طريقة مختلفة ، ورائحة طازجة .. عفوية وصامتة .. كسرت برودة التوقع والاعتياد .. فأججتنى ، أشعرتنى أننى أمام أرض لا أعرفها .. لم تظهر براعة المحترفات ، فاطلقت براكين توحشى ، أعجبتنى اللعبة ،وأدهشتنى .. فقررت أن أسايرها وأصدقها .. لم تمنحنى أكثر مما طلبت ، و لم تمنع عنى شيئا طلبته ..
وكانت رجفة .. وكانت دمعة كبيرة تسيل على خدها .. ولزوجة ساخنة تسيل على فخذى الايمن ..
كنت لا أصدق ، وكنت أريد أن ابكى ، وكنت أصرخ فيها ، و كنت أرتعش ، وكنت أضربها كما لم أضرب امرأة من قبل ، وهى تتلقى الضربات بخنوع ذاهل ، ودموع منهمرة
هرعتُ الى الحمام، دخلتُ تحت تيار الماء الثلجى و أنا لا زلت اسبها ، وظللت طويلا أحك باطن فخذى بلوفة خشنة
عندما خرجت هامدا متراخيا لم أجدها ،
جلستُ طويلا أمام زجاج النافذة المغلق ، ثم لم أكف أبدا عن انتظارها ، و لا عن حك فخذى بلوفة خشنة مع كل حمام ، ولا عن الاحساس الدائم باللزوجة على فخذى الايمن .

سمير مصباح

هناك ١٩ تعليقًا:

RASHA يقول...

اعتقد ان كراهيته لها وضربها لانها قادته الى ممارسة الرذيلة قصة جميلة تحياتى

سمير مصباح يقول...

بل لانها صنعت من نفسها فريسه لاقتناعها ان العالم كله وحوش
فوجد نفسه فجأة الوحش الذى لم يكن يحسب

شكرا لكى وسعيد بمرورك واعجابك بالقصة

تحياتى

أميرة جمال مصرية الديانة والجنسية يقول...

"في عتمتها متسع لأحلامك "

كل التحيه ومره ثانيه كل التحيه

اميره جمال

سمير مصباح يقول...

كل الشكر والف مرة كل الشكر
وبكل الصدق
مرورك بيسعدنى

غير معرف يقول...

رائع اسلوبك
لست دارسة للادب لكنى حساسة لما اعتقده جميل . أشكرك على هذه المدونة و إعتبرنى من قرائك الدائمين من الأن فصاعدا . ولا تترك الدنيا تفترس وقتا يمكنك إسعاد اخرين به

اشكرك

سمير مصباح يقول...

اسكندرانية قديمة
اعجابك .. وردة جميلة اعلقها على صدر مدونتى ، وان تكونى قارئة دائمة للمدونة فذلك اروع مما استحق ، اما عن وقتى فلن اضيعه ابدا بعد اصبحت لى قارئة رقيقة مثلك

اشكرك كثيرا ودمتى لى

أسماء علي يقول...

المبدع الرائع .. سمير مصباح

الغريب الذي شعرت به أن قصتك و قصيدتك بهم روح مشتركة ..

لا أدري هو شعور خاص

اذا تحدثتُ عن القصة

سأخبرك أنها تحمل الكثير من تناقض الذات

من واقع الحياة

هناك ثراء فكري ولغوي رائع

لا أجد ماأخبرك به سوى أنك مبدع إلى أقصى الحدود ..

دمت مبدعا جدااا

eshrakatt يقول...

سمير يا صديقى العزيز
عندما اقرأ لك تاخزني الى مدائن أخرى ، وبحار طازجة ، وزغب ، وزبد ، وأمطار ، وترينى ملوكا تهوىٍ، وقراصنة يعربدون ، وحروبا تتقد ، وصعاليك يسمرون ، وأبوابا تفتح على أبواب تفتح على أبواب تفتح ..
واشعر ثلجا يذزب على الصدر
انا كنت جايه لجل اقولك ايه؟
كعهدى بك دائما مبدع
تجسيد هايل للمعنى تكسيف للنص
ترابط بجد انت مبدع حرفيتك بتعجبنى
اوعى تسيب قلمك تانى قلمك هو هويتك
ودائما فى انتظار الجديد

سمير مصباح يقول...

دكتورة اسماء العزيزة
ردودك دائما تخجل تواضعى بما تسبغينة على من القاب لا استحقها
وتمنحينى اصرارا قويا على العودة للكتابة فدمتى لى
واتمنى فعلا ان تكون لكل كتاباتى روح واحدة فلو تحقق ذلك سيكون معناه اننى حققت لنفسى شخصيتى المميزة فى الكتابةوذلك احد طموحاتى
اشكرك كثيرا على ما تمدينى به دائما من ثقة
ورأيك دائما يهمنى جدا
فلا تحرمينى منه

سمير مصباح يقول...

العزيزة اشرقت
تعليقك فى هذا التوقيت يعنى لى الكثير جدا
وانتى تعرفين ماذا يعنى رأيك بالنسبة لى
وسيكون هناك الجديد من اجلك
واخيرا
ارجو ان تحتملينى عندما لا استطيع ان احتمل نفسى

speaking يقول...

أيه ده ؟؟
عادة عندما أعلق .. فأنا أعلق بمنطقيه أما هنا وحول تلك القصص لا يمكنني التعليق
فقط أحييك

سمير مصباح يقول...

speakingالاستاذة

فى الحقيقة انا مش فاهم قوى هى (ايه ده؟)
تعبر عن صيحة استهجان وللا دهشة وللا اعجاب
بس فى كل الاحوال انت شرفت المدونة واهلا بيكى دايما
واتمنى اسمع رأيك حتى وان كان سلبى

تحياتى

speaking يقول...

الحقيقة كان إعجاب .. بدليل أني تركت تحيه ومشيت
السرد رائع
ولكني دائما أتعجب من الرجال حين يصفون تلك الحالات
الحقيقة تناقض شديد بين حب الحالة وبين المدلول النفسي الظاهر عند إعادة سردها
الموضوع كله تناقضات .. يتغزل في المرأة ولا غضاضة ان يتركها تفر دامعة أو مجروحه
والأخر يري طيبتها وخنوعها ولا يتأذي من ضربها
يري ضعفه ورغبته في البكاء بين احضانها ويكرهها لأنها أظهرت إنسانيته
وكثير من الحالات الغير مفهومه عن نفوس البشر
كنت قد قرأت من كتابات محمد ذكي عبد القادر وصفا إنسانيا رائعا أن كل من يفر من حاله هو يفر إلي مثلها معتقدا أنه المنجي .. الرجل يفر من إمرأة طالبا العزاء في أخري ... كذلك هي تفر من رجل لرجل... وكذلك كل شئ من الصديق إلي صديق جديد ومن العمل إلي عمل جديد
هاربون من الحياة إلى الحياة

كذلك أنا رايت حالات أصدقاءك
تحياتي

سمير مصباح يقول...

speakingالاستاذة
اشكرك على عودتك وعلى اعجابك بالقصة
اما عن التناقض فهو محور اساسى من محاور القصةوهو موجود على اكثر من مستوى بها
سيدتى لا احب ولم اعتد ان اتحدث او اناقش كتاباتى فلا زال رأيى ان الكاتب حينما يتناول اعمالة بالشرح فانه يجرح اطرها الفنية
ولكن قرائتك المتعمقة للقصة تدفعنى ان اكسر تلك القاعدة التى ازمت نفسى بها
ولهذا ساحاول ان اجيبك على النقاط النى طرحتيها فقط (التناقض) دون ان اتعداها الى غيرها
التناقض الانسانى مبنى عليه حالات القصة الثلاث
ففى الحالة الاولى التناقض موجود بين تلك اللحظةالانسانية الحميمة وبين المدرسة بكل ما ترمز له من سلطات اجتماعية وثقافية ودينيةفى لحظة تمرد وتحرر انسانى عفوى
وفى الحالة الثانيه هى تلك الشعرة بين الحب والجريمة عن ماهى الحدود الفاصلة بين ان تكون مجرمة ام ضحية عندما يختلف حكمناعلى نفس الفعل عندماتختلف دوافعة لدى الفاعل
وفى الحالة الثالثة يصدم البطل انه رغم ما يعتقد فى نفسة من انسانية واختلاف عن الاخرينيجد نفسه فجأة فى موقف المستغل ( حتى وان كان على غير ارادته) و الذى يقبض ثمنا باهظا مقابل القليل من الطعام ولحظات من النوم
ويجد نفسه قاتلا رغم انفه عندما يكتشف فى النهايه انها ليست العاهرة التى ظن عندما يكتشف بكارتها

اشكرك على قرائتك العميقة واتمنى دوام التواصل

هويدا صالح / عشق البنات يقول...

سمير مصباح
تعال لنمارس بعض النقد الذي لن يضر
أولا حالات من الضعف الإنساني للتواصل بين الذات الساردة التي تروي الأحداث وعلاقتها بالآخر الذي هو المرأة ....
النص الأول رغم خفة وطرافة الحالة إلا أن بدايته فيها ارتباك لغوي سببه التركيب غير الدقيق للجملة الأولى ، ثم اختلاف الضمير في الحديث عن الندبة على لسان المرأة ، ثم الالتفات للحديث عن الندبة ذاتها على لسان الرجل ...
الوصف للغة الجسد بلغة وجدانية تصل لحد الوجد والتصوف أثرى النص الأول ....
النص الثاني لم يخرج عن الحالة النمطية لرؤية الرجل للعاهرة التي تلجأ إليه لينقذها ... ثم يمثل بالنسبة لها المأوى والملجأ ....
السرد فيه كان أكثر مشهدية والوصف فيه جاء بلغة رائقة وجميلة ...
النص الثالث يقدم تجليا آخر لرغبة في التواصل ... امرأة تحتاج لطعام ودفء .. ورجل وحيد يبحث عن ليلة عائلية ... وكأنه كان يشعر بحدسه أنها ستكونها فأتى بطعام وشراب وسجائر تكفي شخصين .. ثم تدق بابه ... ويوفر لها ما تريد ولكنه مصر على قبض الثمن .. فلا رجل يقدم لامرأة ولو كلمة لطيفة إلا وينتظر ثمنا ما .. هذا هو حال النساء .. كل النساء .. حرائر أو عاهرات ... دوما يدفعن الثمن .. ثمن المساندة .. ثمن العطاء حتى ولو كان نفسيا .. ودوما الثمن يكون من أجسادهن ... هو تحيز ضد المرأة وكاشف لوضعيتها المخزية ...
وحين يقبض الثمن الذي خطط له منذ أن قدم لها الطعام حتى أنه أغلق عليها باب الحجرة كي لا تفر .. فإذا بها عذراء .. وإذا بها دم بكارتها المراق على فخذه يطارده ... ولكن غير مفهوم تلك الثورة التي اجتاحته .. حينما تكشف له الأمر .. فبدلا من التعاطف أو المساندة إذا به يضربها ويعاقبها على خطأهما المشترك ... كلاهما مدان .. وهي التي تدفع الثمن ... هو في الحقيقة مبرر سرديا لأن النص يسعى جاهدا لكشف المسكوت عنه في وضعية المرأة ... ولكنه غير مقبول نفسيا ...
سمير مصباح
نصك عميق وأعجبني
تحياتي

هويدا صالح / عشق البنات يقول...

تحياتي لك

سمير مصباح يقول...

هويدا صالح

اكثر ما يسعدنى ان يهتم احد بعمل من اعمالى لدرجة النقد فما بالك اذا كان هذا النقد من ناقدة محترفة وكاتبة رائعة؟
وقبل ان اتناول النقاط ( بالغة الاهمية ) التى طرحتيها احب ان اذكر لك بعض الاشارات التى يهمنى ان تعرفيها
1- تاريخ كتابة هذا العمل يزيد عن 10 سنوات بقليل
2- العمل كان اول محاولة لى مع السرد بعد سنوات من كتابة الشعر
3- لاسباب لا مجال لذكرها توقفت بعد كتابة هذا العمل بقليل عن الكتابه تماما وحتى عن المتابعة ( لدرجة اننى لا اعلم ان كان هذا العمل قد نشر ام لا فآخر عهدى به ان اخبار الادب قد اعلنت فى احد اعدادها انها ستنشره ضمن اعمال اخرى اعلنت عنهادون ان تحدد تاريخ لذلك )
اما عن انقاط التى تفضلتى بذكرها فسأنقل لكى ما الذى كنت احاوله اما ان كنت نجحت من عدمه فانت الاقدر على الحكم
بالنسبة للارتباك اللغوى فى الجمله الاولى
فقد كنت احاول ان ابدأ القصة بجملة قلقة لغويا تعبيرا عن حالة الارتباك الشعورى للسارد فى كل حالات القصةو التناقضات النفسيه والاجتماعية الشديدة التى يعانى منها(لست اقول هنا اننى سبرت اغوار اللغة فلا زال لدى بها الكثير من الضعف والاخطاء الساذجة)
اما عن اختلاف الضمير فى الحديث عن الندبة فيبدو اننى لم احسن التعبير او التوصيل هنا حيث كان المقصود هنا ان الجملة الاولى هى سؤال تطرحه المرأة على السارد ثم يبدأ السارد بعد ذلك الدخول فى الحالات وقد حاولت ان اضع بعدا رمزيا للندبة فى جسد المرأة وبين ما تحاول القصة ان تناقشة
اما ما تفضلتى بذكرة عن الحالة الثانية والثالثة فهذا بالضبط ما ترمى اليه القصة وتحاول مناقشته
وهو وضعية المرأة (وبخاصة فى مجتمعنا) وصورة المرأة والجنس المشوشة وغير المتسقة فى ذهنية الرجل
وقد بدل السارد اتجاهاتة من المرأة/العاهرة فى الحالات الثلاث نتيجةلما صادفه
ففى الحالة الاولى هو المستمتع بجسد المرأةالذى لا يرى غيره وغير قدرة المرأة على امتاعه ويملك اتساق نفسى بين غرائزه وبين تكوينه
وهو فى الحاله الثانية كما تفضلتى الرجل صاحب الرؤية النمطية للعاهرة الذى لا يتورع عن اهانتهاواحتقارها والذى وجد فى عاهرته هذه المرة المرأة الخيالية التى يتمناها والتى ربما كان يتمنى ان تمنحه جسدها عن حب لا عن عهر وربما ذلك ما دفعه الى المبالغة فى اهانتها كنوع من الانتفام اللاواعى
ولكنها فى نهاية الحالة تدفعة الى اعادة التفكير وتجعل التعاطف يتسرب الى قلبه قليلا والشك فى قناعاته(فلكل عاهرة قصةلا يعلمها سواها)فيمزق فى النهايه صورة المرأة التى تبيع جسدها لكاميرات التصوير ويوقف استمتاعه بها
وتاتى المرأة الثالثة فتنهيها تماما
و من هنا تلك الثورة العارمة التى ثارها عليها
حيث فى لحظة واحدة اثبتت له صحة ما اعلنته له المرأة الثانية وهو ما كان يحاول رفضة فى اللاوعى وكذلك صنعت منه هو نفسة الاداه لتحقق ذلك او لصنع عاهرة اخرى وهو ما لم يكن يتخيله،
وبالطبع هو مدان فهو لم يسأل تلك الذبيحة التى سال دم بكارتها على فخذه عن سر جوعها وبللهاو شرودها فى ذلك الليل والطقس وفقط تعامل معها من منطلق قناعته بعهرها رغم كل الاشارات الجليه التى تقول عكس ذلك والتى كان لابد ان يفهمها
ليجد نفسه فى النهاياه كما تفضلتى ذلك الذى يقبض الثمن رغم انه لم يكن يحسب انه كذلك
هذا ما حاولته اما نجاحى من عدمه فكما قلت انت اقدر على الحكم

اشكرك بشدة وممتن لك عظيم الامتنان ولى رجاء اخير ارجو ان لا تبخلى على به
ذلك اننى ارغب بعد ان تجشمتى عناء القراءة والنقد والتعليق على قصتى ان اجشمك عناء اخر
ذلك اننى الان وانا اجهز نفسى بشدة للعودة للكتابة افكر ان اتفرغ للسرد دون الشعر
وما اطلبه منك ان تمنحينى رأيك الادبى فى ذلك ولكن بعد ان تقرأى نموذجا لشعرى ولتكن قصيدة "اشتهى ثلجا يذوب على الصدر" والموجودة بمدونتى
اشكرك كل الشكر واسف على الاطالة
وسأنتظر رأيك الذى يهمنى كثيرا

تحياتى وتقديرى

هويدا صالح / عشق البنات يقول...

هل تريد رأي فعلا تعود للسرد أم للشعر ؟
طبعا أفضلك ساردا تسنج خيوط الحكاية بلغة بصرية جميلة
لا بل تكتب سردا
هذا إن كان لرأي أهمية
دمت جميلا
ا

سمير مصباح يقول...

الاديبة الجميلة هويدا صالح

بالطبع سيدتى لرأيك كل الاهمية
فانت ناقدة متخصصة وكاتبة رائعة بحق
فكيف لا يهمنى رأيك وقد طلبته بنفسى
بل والححت فى طلبه

اشكرك كثيرا على اهتمامك وعلى تقديرك الذى اثلج صدرى ومنحنى انتشاء جميلا

ودمت رائعة