صورتي
الاسكندرية, Egypt
اصعب المعارك................................. تلك التى تهزمك دون ان تدخلها................ محظوظ من استطاع ان يخوض كل معاركه الحتمية........ ...............................................وعموما ..............................................الضربات التى لاتقتلك.................. اشد قسوة .................... سمير مصباح

الاثنين، ١ سبتمبر ٢٠٠٨

رمضان شهر الحنين و الذكريات

كل عام وانتم بخير

رمضان على الابواب ...... تلك هى الاجابة المحيرة التى كنت احصل عليها كلما سألت عن الاستعدادات غير الطبيعية التى تجرى فى منزلنا الصغير فى المحلة الكبرى بوسط دلتا النيل الطيب فى تلك الايام البعيدة
شىء ما يحدث لا افهمة بدقة .. حركة دائبة بالبيت ، زينات تعلق قى الشوارع ، اصناف مختلفة من الاطعمة تغزو المحلات المجاورة
وكلما سألت عن شىء كانت الاجابة دائما ان رمضان على الابواب !!!
فمن هو هذا الرمضان ؟ !!
طفل فى الثامنة او التاسعة من العمر، فى عيونى الصغيرة فى ذلك الزمن البعيد الحياة لا تتجاوز منزلنا الصغير ..
أم بين أحضانها يبدأ العالم وينتهى ، يضمك ذلك الحضن فتشعر بانك تشبع حنانا ودفئا كما تشبع معدتك من الزاد...وأب هادىء قليل الكلام شديد الطيبة ، لا يقول لك ابدا إنه يحبك غير أنه يستطيع أن ينقل لك هذا ببساطة و كأنه يزرع اشارات خفية بمجالك المغناطيسى تجعلك تحس انه يقولها لك الف مرة فى اليوم... واخت تكبرنى بثلاث اعوام .. تعرفنا معا على الحياة.. أدهشتنا سويا ..وأضحكتنا سويا.. و اتعبتنا سويا .. واخرى تصغرنى بست سنوات كاملة.. و لاننى شاهدتها ترضع وتحبو وتتعلم الكلام .. كان فارق السن بيننا يبدو فى نظرى وكأنه عشرات الاعوام .. فأنا الكبير الناضج و هى الطفلة التى لازالت تتعثر فى الكلام والمشى
..
نعود الى بداية تعرفى على ذلك المجهول الذى على الابواب .. الذى ينتظره البيت بكل هذه الحفاوة والشوق وكأنه عزيز من العائلة ينتظره الجميع بلهفة بعد غياب طويل .. اضواء وفوانيس وشموع وزينات و لا يخلوا حديث اثنين فى المدينة التقيا من ذكرة والتهنئة بقدومه

وقبل ان أفهم ... بدأت ايامه .. وتغيرت عادات البيت فى الطعام والشراب و النوم ... وعندما سألت جائت الاجابات لترسم لى عالما سحريا لا يسعه خيالى ولكنه يبدو عند أطراف اصابعى الصغيرة
فالصيام هو التحدى الكبير والاختبار الاعظم فى العمر فهو كما استوحيت من اجابات ابى وامى الحد الفاصل بين الرجولة و الطفولة .. فالصيام للكبار و ليس للاطفال .. فاذا صمت فقد حصلت على صك الرجولة ، الشهادة التى لا يستطيع احدا ان يضحدها بانك دخلت عالم الكبار .. واذا صمت .. فانت انسان خيَر لأنك ستشارك الفقراء آلامهم .. واذا صمت سيحبك الله ( الله ... سيحبك الله ؟ ... ) .. هل سيحبنى الله حقا ؟؟ ... الله على هذا الشعور .. واذا أحبك الله .. سيدخلك الجنة .. ( الجنة ؟ ؟ الله!) وهناك كل شىء جميل وسعيد .. وسنظل هناك كلنا معا .. لا يفرقنا شىء .... الى مالا نهاية .. جميعنا .. ابى وامى وانا واختىّ ، بل واخوتى الذين تزوجو ورحلو عن البيت .. لا يوجد فراق فى الجنة ولا يوجد ألم أو مرض .. فقط سعادة الى مالانهاية ... الله ... الله ... الله ..

كل هذا السحر ؟ فقط لو صمت ؟!!
وقررت ان اصوم..
وبين سعادة امى وترددها ونظراتها من طرف خفى لابى تسأله المشورة وايمائة ابى الباسمة الموافقة قيل لى اذن جرب ... فلتفطر عند آذان الظهر وان استطعت فعند العصر وشيئا فشيئا ستتمكن من الصيام.. وافقت على مضض وقد اضمرت الصيام حتى النهاية......
لم أكن اعرف ان امى قررت ان تمارس مؤامرة صغيرة علىّ فى ذلك اليوم ، فبعد ان غلبنى النوم فى مساء ذلك اليوم .. استيقظت لاجد انها لم توقظنى لتناول السحور ، وتركتنى نائما حتى ملأت الشمس البيت والدنيا بأسرها ، وعندما قررت غاضبا أن اواصل الصيام اقنعتنى انه حرام ان يصوم المرء دون ان يتسحر ، وافطرت صاغرا ...وطبعا كانت اقنعتنى انها حاولت ايقاظى بلا جدوى..
و بعدما تكرر الامر بنفس التفاصيل لعدة ايام ، وبعد ان ادركت مؤامرتها الصغيرة ....... صحوت فى ذلك اليوم مصمما على مواصلة الصيام ، وبلا سحور
و هكذا بدأت اولى محاولاتى للصيام فى احد ايام شهر اغسطس البعيدة بلا سحور وفى نهار لا يقل حرارة عن صوانى امى العامرة فى فرن الموقد

و البقية التدوينة القادمة

هناك ١٣ تعليقًا:

أميرة جمال مصرية الديانة والجنسية يقول...

"كل سنه وحضرتك بألف خير"
ذكريات اكثر من رائعه
دمت كما اعتدنا مبدعا وخلاقا

اميره جمال

speaking يقول...

أتعجب لماذا لا تكتب كثيرا؟

تذكرت معك أيام صيامي الأولي وكانت صيف أيضا
عند كنت أنقل الأطباق مع أمي إلي المائدة قبل الأفطار بخمس دقائق ولا استطيع المقاومة فتمتد يدا سراالي طبق السلطه لالتقط قطعه من اي شئ خلال طريقي من المطبخ إلي السفرة وكأن شيئا لم يكن
((:
حين كبرت اتذكر الموقف واتعجب أين العقل في الافطار قبل الاذان ب 3 دقائق
واحمد الله أنها كانت ألعاب ما قبل التكليف

سلام
وكل عام وحضرتك بكل خير

أسماء علي يقول...

يبدو لي أن أن حديث الذكريات سيجبرك على الكتابة أخيرا

اذا فلتحيا الذكريات التي تجعلك تصالح قلمك وتكتب لنا

..

ذكريات رمضان لها دوما مذاق خاص

و ذكريات الطفولة دوما لها مكانة متميزة كأنها طفلنا الأول الذي لاعبناه ببراءة ..

..

رمضان كريم

و أطالب بالبقية سريعاااااااااا

كل عام وانت بألف خير

eshrakatt يقول...

سمير كل سنه وانت طيب

والله فكرتنى بحجات كتير اوى واولها البنطلون ابو رجلين بسوسته

وحشنى عمو الله يرحمه كنت بحبه جدا

وتيتى حببتى وروح قلبى

واخواتك بلاش ياعم نقول اسامى

يااااااااااااه ذكريات جميله

اكتب يا سمير اكتب خلى قلمك يرجع تانى خلى الذكريات الجميله تحركه

واكتب كتير عن تيتى دى لوحدها عايزه كتاب وعلى فكره انا قررت اخدها منك خلاص

كل سنه وانت طيب
رمضان كريم

وحوي يا وحوي
نسيت تجبلى الفانوس

سمير مصباح يقول...

واحده من أصحاب القمر

وانت بالف خير وسلام
ويا اميرة الجميلة الرائع حقا هو تواجدك وكلماتك الرقيقة

لك كل المودة والتمنيات بالسعادة والتوفيق

سمير مصباح يقول...

speaking

بطبعى مقل فى الكتابة ولكنك ستشهدين نشاطا ملحوظا طوال شهر رمضان اعاده الله علينا باليمن والبركات
يسعدنى اننى فتحت خزائن ذكرياتك
اما عن السرقات الصغيرة فهى اجمل ما فى الطفولةوالموضوع لا علاقة له بالعقل ولا بالصيام وانما بالتمرد الطفولى الفطرى

كل عام وانت بخير وسعادة
و بانتظار مرورك دائما

سمير مصباح يقول...

د\أسماء علي
يبدو ذلك فعلا ولكن الذى سيعيدنى للكتابة حقا ليس حديث الذكريات وانما تشجيعكم وكلماتكم الرقيقة
اذن فليحيا تشجيعكم وصداقتكم

كل عام وانت بخير وهتاء
وتحت امرك يا فندم البقية فى اقرب وقت

سمير مصباح يقول...

eshrakatt
كل سنة وانت اطيب
ذكريات الطفولة اجمل ما نملك وانت جزء عزيز منها
وبالنسبة لموضوع البنطلون والسست تصدقى انى كنت نسيته خالص (عموماخليها ف سرك بقى)
هكتب ما تقلقيش انا بس بمرن القلم بشوية ذكريات وانا على وشك العودةوذنبكم على جنبكم
اما عن موضوع الفانوس ...!!!يعنى عايزة تاخدى منى أمى وكمان اجيبلك فانوس ؟؟؟!!! ايه الجبروت ده
عموما يا ستى ماتزعليش فانوسك عندى
وكل سنة وانت بالف خير

RASHA يقول...

كل سنة وانت بالف خير دائما ذكريات الطفولة لها مذاق خاص تحياتى لابداعاتك

سمير مصباح يقول...

shasha

وانت بالف خير يا فنانتناالجميلة
و زى ما تقولى كده كان فيه شوية براءة تاعبينى فقلت ارميهم على المدونة واخلص

تحياتى لك

سمير مصباح يقول...

يا جماعة اسف جدا
كنت غلطان فى اسم الشهر و كتبت يونيو بدل من اغسطس وقمت بتصحيحه فى التدوينتين
اسف يا جماعة الظاهر الزهايمر بدأ زحفه المقدس

حسن ارابيسك يقول...

جاء الوصف دقيقاً جداً لمفردات وصور تجمعت شيئاً فشياً حتى إكتملت الصورة الجميلة التي ظلت بداخلنا طوال تلك السنوات التي مضت من عمرنا كل منا ويكأنك تتكلم بلسان كل من عاشوا تلك الأيام الجميلة بشكل أروع مما عليه الأن
وما أسعدني حقاً أنك من المحلة الكبرى وهي بلد جميل لها في قلب كل حب وإعتزاز وذكريات جميلة
فأنا عشت في المحلة الصغرى تقريبا سنتين وقت أن كان عمرى اربع سنوات حتى قبل السادسة إلى أن رجعنا مرة ثانية القاهرة ومنزلنا القديم الذي ولدت به وومن يومها والمحلة الكبرى لها عندي زكريات لم تمحى أتذكر منها صغاراً عندما نركب الحنطور في العيد ونذعب للمستعمرة التي كانت تعتبر متنزه في ذلك الوقت لو تذكر أنت
ثم لم أذهب مرة أخرى الا في عام 89 وبالطبع لم ارى المحلة التي أحببتها قديما بشوارعها الهادئة والجميلة فظللت مع زكرياتي التي أعرفها فقط
قلبت علينا المواقع
تحياتي
حسن ارابيسك

سمير مصباح يقول...

حسن ارابيسك
يبدو ان بيننا الكثير من الامور المشتركة يا ابو على ويسعدنى ان ترى اننى اعبر عن مشاعر جمعية وان تلمس حكاياتى ذكرياتك
واسعدنى كثيرا انك قاسمتنى الطفولة فى المحلة الكبرى
انا ايضا تركت المحلة منذ زمن طويييييييل وجبت مدائن مصر المحروسة حتى استقر بى المقام ( حتى الان على الاقل قى عروس المتوسط)
وبالطبع لم تعد المحلة كما كانت ، ولا مصر كلها يا ابو على
ولذلك نكتب ونحلم باوطان فرت منا كما يحن الطفل المفطوم الى ثدى أمه

دامت صداقتك يا سلطان التراث