
هى دى يا ناس حبيبتى من جمالها جرحت ايدى
ياه عليكى يا حبيبتى .... وانت بتفاجئى الجميع
لسه حيه ولسه شابه وقادرة ف العتمة تقيدى
بعتذرلك كنت خاين لما يأسى شل ايدى
ما من احد يستطيع ان يجزم انه سيحب غدا ما احبه اليوم , وهكذا فان جميع المشاريع من اجل السعادة على الارض هى اوهام. جان جاك روسو
اللوحة للفنان الفرنسى ادوارد مانيه
"مساءات متوحشة من دفتر التسعينات"
نشرت فى أخبار الأدب فى 14 فبراير 2010
http://www.akhbarelyom.org.eg/adabnews.aspx?x=9562
نشرت فى اخبار الادب فى 30 يولية 1995
وفى الكتاب التذكارى الذى نشرته هيئة قصور الثقافة عن ادباء الغربية 1996
فازت باحدى جوائز اخبار الادب
يا حبيبى
امنحنى عصفوراً ينقر شبّاكى فى الليل
وعفاريت كثيرين
يجوبون الأسطح ، والحارات
ويختبئون ببئر السّلم
ويَهسّون
يأتمرون علىّ
..
امنحنى جارةً لعوباً
وأخرى .. عاشقةً
فتغاران علىّْ
وتشتجران علىّْ
ثم – فتختصمانى
ثم – فتقتسمانى
يا حبيبى .. امنحنى تبغاً وحشيشاً
وملائكةً وخموراً وسماواتٍ خبزاَ ونساءَ كثيراتٍ
وامنحنى وسواساً خناس
يوسوس فى صدرى
أن أوغر صدر الناس
..
يا حبيبى
امنحنى بداياتٍ أخرى
وغواياتٍ طازجةٍ
وخرافاتِ أُصَدِّقُها
وازحم أوردتى
بأساطيرِ أساطير
اجعلنى إذ أرقص
يَصَّاعد من جلدى دخانٌ وبخور
يسّاقط منى فرسانٌ وأميراتٌ
فقراءُ وشحاذونَ وغرباءُ ومنسيون وأمراءُ وحشاشون وشهداءٌ
وعفاريتُ كثيرون
وادهمنى عشقاً
علّقنى كالليل على الشرفات
أستر كل حكايات العشاق الخوّافين
وخيانات الزوجات الخوّانات
موتنى حباً
عبِّئنى بالدهشات وقل لى
اسع بين الناس
وادهمنى عشقاً
..
يا حبيبى
أقحمنى فيما ليس لمثلى
مثلاً ..
أقحمنى بين الأرض وبين الوردة
بين البحر وبين نهود عرائسه
مثلاً ..
قمرٌ ذكرٌ يلهثُ أزلاً خلف الشمس الانثى
..
خلّينى موجوداً حين سيدركها
حين تحل ضفائرها ، وتريه الملكوت
وراء تلالٍ لا نعرفها
خلّينى أشهد كيف يكون لقاءُ كهذا
خلينى أشهد كم سيدوم
وادهمنى عشقاً
..
يا حبيبى
فى صبحٍ كهذا ..
حين أصحو معبأ .. بالحزن والأفول
فى صبحٍ ذبولٍ كهذا ..
قل لى
صباح الخير .
..
يا حبيبى
قل لى صباح الخير ، وبشّرنى بخراب العالم
أو امنحنى طفلاً غجرياً
معجون بماء عفاريتٍ
ودماءِ مهاويسٍ
ودموع صبايا
مسكوناً بالشغب القدسى
وبالشر القدسى
وبالغضب الفوضى
..
أسكنه فىّ
وقل لى
إسع بين الناس
فى صبح
كهذا
وإدهمنى عشقاً
..
يا حبيبى
أنت أفضت جنونى إذ فَوَّضْتَ القلب يفضّ الأسرار
فامنحنى النار لهذا الزمن النئ
وسماواتٍ لسماءٍ حافيةٍ
وقل لى :
إدهمنى عشقاً !
سمير مصباح
واتجمعت كل الخطايا
واتقابلت الشهوات
واتلخبط المقتول على القاتل
فسال الدم من قلب الحارات
..
واللى مات فى غزة مات
من زمان
مات وما بيشبعش موت
مات كتير
كل يوم نفس القتيل
...
صباح الدم يا غزة
صباح الغدر والخسة
صباح اطفال بتلعب موت
وناس ع الدم تتغذى
صباح الغز والمماليك
صباح البياعين والسوق
صباح فتحاوى حمساوى
صباح اسود بلون الليل
صباح مشبوه
وباسم الله هتندبحوا وبسم يهوه
عشان لازم يكون شرعى
لا يزعل مننا شيعى ولا سنى ولا حاخام
عشان لما يطيب اللحم ( ومش هيطيب )
لا حد يقول دا لحم حرام
ولا مؤمن يصيبه الشك
................
فداك كل الملوك والحكما والحكام
يا طفل اخضر ف ليل غزة بينزف خوف
فداك الكتبة والكذبة وامرا النفط
والشاعر ....
عديم الفايدة والحيلة
فداك قلبى اللى مات ساكت
فداك دمى اللى سال مرة ف ليل بغداد
ومرة من بيوت بيروت
ومرة من عروق غزة
..
ما فيش غيرك
خلاص احنا نخرنا السوس
صور وخلاص
يا دوبك ناس
نعيش ونحب ونخلف
بلا احساس
.......
امسح عينيك م الموت
نفض تراب السكوت
عنك وقوم تانى
العب ف حوش الدار
عسكر وحرامية
سجون وحرية
اوطان وشمس واغانى
..
اغسل عينيك بالريح
وامسحنا م الصورة
تنزاح يا ولدى العتامة
اول دروسك موت
اخر دروسهم قيامة
(1 )
لا تصالحْ!
..ولو منحوك الذهب
أترى حين أفقأ عينيك
ثم أثبت جوهرتين مكانهما..
هل ترى..؟
هي أشياء لا تشترى..:
ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك،
حسُّكما - فجأةً - بالرجولةِ،
هذا الحياء الذي يكبت الشوق.. حين تعانقُهُ،
الصمتُ - مبتسمين - لتأنيب أمكما..
وكأنكما
ما تزالان طفلين!
تلك الطمأنينة الأبدية بينكما:
أنَّ سيفانِ سيفَكَ..
صوتانِ صوتَكَ
أنك إن متَّ:
للبيت ربٌّ
وللطفل أبْ
هل يصير دمي -بين عينيك- ماءً؟
أتنسى ردائي الملطَّخَ بالدم..
تلبس -فوق دمائي- ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟
إنها الحربُ!
قد تثقل القلبَ..
لكن خلفك عار العرب
لا تصالحْ..
ولا تتوخَّ الهرب!
(2)
لا تصالح على الدم.. حتى بدم!
لا تصالح! ولو قيل رأس برأسٍ
أكلُّ الرؤوس سواءٌ؟
أقلب الغريب كقلب أخيك؟!
أعيناه عينا أخيك؟!
وهل تتساوى يدٌ.. سيفها كان لك
بيدٍ سيفها أثْكَلك؟
سيقولون:
جئناك كي تحقن الدم..
جئناك. كن -يا أمير- الحكم
سيقولون:
ها نحن أبناء عم.
قل لهم: إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك
واغرس السيفَ في جبهة الصحراء
إلى أن يجيب العدم
إنني كنت لك
فارسًا،
وأخًا،
وأبًا،
ومَلِك!
(3)
لا تصالح ..
ولو حرمتك الرقاد
صرخاتُ الندامة
وتذكَّر..
(إذا لان قلبك للنسوة اللابسات السواد ولأطفالهن الذين تخاصمهم الابتسامة)
أن بنتَ أخيك "اليمامة"
زهرةٌ تتسربل -في سنوات الصبا-
بثياب الحداد
كنتُ، إن عدتُ:
تعدو على دَرَجِ القصر،
تمسك ساقيَّ عند نزولي..
فأرفعها -وهي ضاحكةٌ-
فوق ظهر الجواد
ها هي الآن.. صامتةٌ
حرمتها يدُ الغدر:
من كلمات أبيها،
ارتداءِ الثياب الجديدةِ
من أن يكون لها -ذات يوم- أخٌ!
من أبٍ يتبسَّم في عرسها..
وتعود إليه إذا الزوجُ أغضبها..
وإذا زارها.. يتسابق أحفادُه نحو أحضانه،
لينالوا الهدايا..
ويلهوا بلحيته (وهو مستسلمٌ)
ويشدُّوا العمامة..
لا تصالح!
فما ذنب تلك اليمامة
لترى العشَّ محترقًا.. فجأةً،
وهي تجلس فوق الرماد؟!
(4)
لا تصالح
ولو توَّجوك بتاج الإمارة
كيف تخطو على جثة ابن أبيكَ..؟
وكيف تصير المليكَ..
على أوجهِ البهجة المستعارة؟
كيف تنظر في يد من صافحوك..
فلا تبصر الدم..
في كل كف؟
إن سهمًا أتاني من الخلف..
سوف يجيئك من ألف خلف
فالدم -الآن- صار وسامًا وشارة
لا تصالح،
ولو توَّجوك بتاج الإمارة
إن عرشَك: سيفٌ
وسيفك: زيفٌ
إذا لم تزنْ -بذؤابته- لحظاتِ الشرف
واستطبت- الترف
(5)
لا تصالح
ولو قال من مال عند الصدامْ
".. ما بنا طاقة لامتشاق الحسام.."
عندما يملأ الحق قلبك:
تندلع النار إن تتنفَّسْ
ولسانُ الخيانة يخرس
لا تصالح
ولو قيل ما قيل من كلمات السلام
كيف تستنشق الرئتان النسيم المدنَّس؟
كيف تنظر في عيني امرأة..
أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها؟
كيف تصبح فارسها في الغرام؟
كيف ترجو غدًا.. لوليد ينام
-كيف تحلم أو تتغنى بمستقبلٍ لغلام
وهو يكبر -بين يديك- بقلب مُنكَّس؟
لا تصالح
ولا تقتسم مع من قتلوك الطعام
وارْوِ قلبك بالدم..
واروِ التراب المقدَّس..
واروِ أسلافَكَ الراقدين..
إلى أن تردَّ عليك العظام!
(6)
لا تصالح
ولو ناشدتك القبيلة
باسم حزن "الجليلة"
أن تسوق الدهاءَ
وتُبدي -لمن قصدوك- القبول
سيقولون:
ها أنت تطلب ثأرًا يطول
فخذ -الآن- ما تستطيع:
قليلاً من الحق..
في هذه السنوات القليلة
إنه ليس ثأرك وحدك،
لكنه ثأر جيلٍ فجيل
وغدًا..
سوف يولد من يلبس الدرع كاملةً،
يوقد النار شاملةً،
يطلب الثأرَ،
يستولد الحقَّ،
من أَضْلُع المستحيل
لا تصالح
ولو قيل إن التصالح حيلة
إنه الثأرُ
تبهتُ شعلته في الضلوع..
إذا ما توالت عليها الفصول..
ثم تبقى يد العار مرسومة (بأصابعها الخمس)
فوق الجباهِ الذليلة!
(7)
لا تصالحْ، ولو حذَّرتْك النجوم
ورمى لك كهَّانُها بالنبأ..
كنت أغفر لو أنني متُّ..
ما بين خيط الصواب وخيط الخطأ.
لم أكن غازيًا،
لم أكن أتسلل قرب مضاربهم
لم أمد يدًا لثمار الكروم
أرض بستانِهم لم أطأ
لم يصح قاتلي بي: "انتبه"!
كان يمشي معي..
ثم صافحني..
ثم سار قليلاً
ولكنه في الغصون اختبأ!
فجأةً:
ثقبتني قشعريرة بين ضلعين..
واهتزَّ قلبي -كفقاعة- وانفثأ!
وتحاملتُ، حتى احتملت على ساعديَّ
فرأيتُ: ابن عمي الزنيم
واقفًا يتشفَّى بوجه لئيم
لم يكن في يدي حربةٌ
أو سلاح قديم،
لم يكن غير غيظي الذي يتشكَّى الظمأ
(8)
لا تصالحُ..
إلى أن يعود الوجود لدورته الدائرة:
النجوم.. لميقاتها
والطيور.. لأصواتها
والرمال.. لذراتها
والقتيل لطفلته الناظرة
كل شيء تحطم في لحظة عابرة:
الصبا - بهجةُ الأهل - صوتُ الحصان - التعرفُ بالضيف - همهمةُ القلب حين يرى برعماً في الحديقة يذوي - الصلاةُ لكي ينزل المطر الموسميُّ - مراوغة القلب حين يرى طائر الموتِ
وهو يرفرف فوق المبارزة الكاسرة
كلُّ شيءٍ تحطَّم في نزوةٍ فاجرة
والذي اغتالني: ليس ربًا..
ليقتلني بمشيئته
ليس أنبل مني.. ليقتلني بسكينته
ليس أمهر مني.. ليقتلني باستدارتِهِ الماكرة
لا تصالحْ
فما الصلح إلا معاهدةٌ بين ندَّينْ..
(في شرف القلب)
لا تُنتقَصْ
والذي اغتالني مَحضُ لصْ
سرق الأرض من بين عينيَّ
والصمت يطلقُ ضحكته الساخرة!
(9)
لا تصالح
ولو وقفت ضد سيفك كل الشيوخ
والرجال التي ملأتها الشروخ
هؤلاء الذين تدلت عمائمهم فوق أعينهم
وسيوفهم العربية قد نسيت سنوات الشموخ
لا تصالح
فليس سوى أن تريد
أنت فارسُ هذا الزمان الوحيد
وسواك.. المسوخ!
(10)
لا تصالحْ
لا تصالحْ
امل دنقل